ابو هويدي المدير العام
عدد المساهمات : 298 نقاط : 912 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/11/2011 العمر : 48 الموقع : https://al-shouraislamme.yoo7.com
| موضوع: القول الرشيد في أهم أنواع التوحيد الإثنين يناير 02, 2012 9:06 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن الله جل وعلا ما أرسل الرسل ، ولا أنزل الكتب إلا ليعبد وحده لا شريك له ، ويفرد بجميع أنواع العبادة ، من : خوف ، ورجاء ، وتوكل ، ورغبة ، ورهبة ، وخشية ، وإنابة ، ونحو ذلك من أنواع العبادات التي أمر الله بها عباده ، وفرضها عليهم .
قال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات : 56].
وقال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء .. } [ البينة : 5] .
وحقيقة الإخلاص إفراد الله بالعبادة وتصفية الأعمال من الشوائب المكدرة لها.
وقال تعالى:- { الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ - أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } [ هود: 1 - 2 ].
والقرآن كله من فاتحته إلا خاتمته يبين التوحيد ويوضحه، فلا تمر بآية من كتاب الله إلا وفيها ما يدل على التوحيد ، فهو: أوجب الواجبات، وأهم المهمّات، ومن ثمّ كان أوّل أمر في كتاب الله: الأمر بالتوحيد.
قال تعالى:- { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة: 21 ]. وأوّل نهي في كتاب الله: النهي عن الشرك.
قال تعالى:- { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة: 22 ].
ولو لقى الله العبدُ بأعمال أمثال الجبال ، من: صلاة ، وزكاة ، وصوم ، وحج ، وصدقة ، وليس معه توحيد لما قبله الله منه ، ولجعل أعماله هباءً منثوراً ؛ لأنّه لم يأت بما يدخل به في الإسلام . ويخلص به من الشرك.
وقد أُمر النبيُّ - - صلى الله عليه وسلم - - بأن يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، كما جاء ذلك عنه في " الصحيحين " وغيرهما من حديث واقد بن محمّد ابن يزيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - .
فمن دعي للدخول في الإسلام ولم يستجب لداعي الله فقتاله أمرٌ واجبٌ إلاّ أن يعطي الجزية حتى لا يبقى مشرك على ظهر الأرض له سلطان، ويكون الدين كله لله.
قال تعالى:- { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } [ البقرة: 193 ]. أي: شرك ، { وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ } .
فما دام الشرك موجوداً وغير الله يعبدُ فالقتال باقٍ، وعلى هذا قامت دعوة سيد المرسلين، المبعوث لمحق الشرك، وقمع المشركين، ونشر راية التوحيد، الذي هو: إفراد الله بالعبادة دون تنديد به.
وفي " صحيح مسلم " من طريق عكرمة بن عمّار، حدثنا: شداد ابن عبد الله، ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت وأنا في الجاهلية أظن أنّ الناس على ضلالة وأنّهم ليسوا على شيء ، وهم يعبدون الأوثان ، فسمعت برجلٍ بمكة يخبر أخباراً فقعدتُ على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - - مستخفياًَ جرآءُ عليه قومه، فتلطّفت حتى دخلت عليه بمكة
فقلت له : ما أنت ؟ ...
قال : أنا نبي .
فقلت : وما نبي ؟
قال : أرسلني الله .
فقلت : وبأي شئ أرسلك ؟
قال : أرسلني بصلة الأرحام , وكسر الأوثان , وأن يوحّد الله لايشرك به شئ ... " وعلى هذا أُسست دعوة المرسلين .
والناصح لنفسه يتدبر هذا الحديث ويبني قواعد دعوته عليه , ولا يظنه في قوم كانوا فبانوا , فطالما عطل هذا الظن نصوصاً من الواضحات المحكمات , وأوقع في فخ الجهالات , وصدّ عن معرفة العبر المذكورات في الآيات والبراهين المحكمات .
فقوله : " وأن يوحد الله " وذلك يكون بصرف جميع أنواع العبادات لله وإخلاصها له .
وقوله : " لايشرك به شئ " يقتضي منع دعوة غيره معه ؛ لأن الشرك يفسد العبادة ويحبط العمل , وسواء أشرك مع الله نبياً أو ملكاً أو ولياً أو قبراً أو غير ذلك .
قال تعالى : { وَاْعْبُدُواْ اْللهَ وَ لاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } [ النساء : 36]
وجميع الرسل من أولهم نوح إلى آخرهم محمد - - صلى الله عليه وسلم - - يفتتحون دعوتهم لقومهم بـ " اعبدوا الله مالكم من إله غيره " . قال نوح - - عليه السلام - - : { قَالَ يَاقَوْمِ إِنّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . أَن اْعْبُدُواْ اْللهَ وَاْتَّقُوهُ وَأَطِيعُون ... } الآية[ نوح : 2 -3 [
والعبادة تتضمن جميع مايأمر الله به من : الأقوال , والأفعال .
وأعظم شئٍ أمر الله به : إفراده بالعبادة دون ما سواه .
و لايستكبر عن هذه العبادة إلا جاحد معطل مستكبر كـ " فرعون "
وأمثاله من الجاحدين المعطلين , القائلين على الله مالا يعلمون .
ولا ينجو العبد من شبكة الشرك إلا بتوحيد الله تعالى , ومتابعة رسوله
- - صلى الله عليه وسلم - - فإن هذين الأصلين عليهما النعيم والعذاب .
وقال تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الأعراف : 59 ] .
وقال تعالى : { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } [الأعراف : 65 ] .
وقال تعالى : { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ... } [الأعراف : 72] .
وقال تعالى : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ... } [الأعراف : 85] , [هود : 84 ] .
وقال تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّا ً - إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً - يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً - يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً - يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } [مريم : 45]
وكل من اتبع غير سبيل الرحمن فقد استحوذ عليه الشيطان ، وصار وليا له : يؤزه أزا نحو الكفر ، وعبادة الأوثان التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تغني عن عابديها شيئا.
وقال تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ - إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ - قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ - قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ - قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ - قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ } | |
|